كنزى عضو جديد
عدد المساهمات : 8 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/09/2010
| موضوع: جامع قرطبة الأعظم: حيث المحاريب تبكي وهي جامدة..................... الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 10:43 pm | |
| الجامع الأعظم لقرطبة, و هو أعظم المعالم الإسلامية بأوربا بل و في العالم أجمع فقد كان ثاني أكبر مسجد بعد المسجد الحرام و لازال إلى يومنا هذا من المساجد الكبرى و لازال أهل إسبانيا يلقبونه بميزكيتا و تعني المسجد باللغة الإسبانية. فرغم أن النصارى بنوا وسطه كنيسة عظمى و ووزعوا الصلبان بين أحشائه و نشروا الصور الشركية في جنباته ,إلا أن الناس مسلمين و كفارا لا يرونه إلا مسجدا. و الزائر لقرطبة لا يقصد إلا مسجدها و يغادر المسجد و لا يفكر حتى في زيارة كاتدرائية النصارى التي بنوها لحجب الأنظار عن الجامع.
نبذة عن جامع قرطبة
جامع قرطبة (باللغة الأسبانية Mezquita) (وتنطق: مـِثكيتا) وهي تحريف لكلمة مسجد. واحد من أروع ما أنشأ المسلمون من الأعمال المعمارية ، و يوجد في قرطبة بالأندلس (أسبانيا) ، و يقع هذا المسجد بالقرب من نهر الوادي الكبير ، وتحيط به و من جوانبه الأربعة أزقة ضيّقة ، و هو باعتراف مؤرخي العمارة الأوروبية قمة من قمم الفن المعماري العالمي على مر العصور ، و دليل قاطع على براعة الاموين و العرب في فن الهندسة و المعمار. وقد تحول اليوم إلى كنيسة.
تاريخ الجامع
لقد تم بناء هذا الجامع خلال قرنين و نصف قرن تقريبا ، و يرجع تأسيس المسجد إلى سنة (92 هـ) عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم الدولة الاموية في الاندلس ، حيث شاطر المسلمون المسيحيون قرطبة كنيستهم العظمى ، فبنوا في شطرهم مسجداً و بقي الشطر الآخر للروم ، و حينما ازدحمت المدينة بالمسلمين و جيوشهم اشترى عبدالرحمن الداخل شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تـمّ هدمه من كنائسهم وقت الغزو ، و قد أمر بإنشائه ((عبدالرحمن الداخل)) سنة 785 ميلادي و قد كانت مساحته آنذاك (4875 متراً مربعاً) و كان المسجد قديماً يُسمى بـ (جامع الحضرة) أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى بـ (مسجد الكاتدرائية) بعد أن حوله الأسبان كاتدرائية مسيحية. و أهم ما يعطي هذا الجامع الفريد مكانة في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات و التعديلات و أعمال الزينة ، كانت تسير في اتجاه واحد و على وتيرة واحدة ، بحيث يتسق مع شكله الأساسي
مميزات الجامع
كان الشكل الأصلي لمسجد عبدالرحمن في عام 170 ﻫ يتألف من حرم عرضه 73.5 متر ، و عمقه 36.8 متر ، مقسم إلى 11 رواقاً ، بواسطة 10 صفوف من الأقواس ، يضم كل منها 12 قوس ترتكز على أعمدة رخامية و تمتد عمودياً على الجدار الخلفي. و هذه الصفوف تتألف من من طبقتين من الاقواس ، الأقواس السفلية منها على شكل حدوة الفرس ، والعلوية تنقص قليلاً عن نصف دائرة ، وهي تحمل سقفاً منبسطاً ، يرتفع مقدار 9.8 متر عن الأرضية و فوقهم 11 سقفاً جمالونياً متوازياً ، بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص. والحرم ينفتح على الصحن بواسطة 11 قوس حدوي ، ترتكز على عضائد على شكل T. والصحن عرضه 73.21 متر و عمقه 60.7 متر. و يوجد له باب غربي و باب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي ، كما له على الأرجح باب شرقي متوافق مع الأول. و كان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم (بوير تادي سان استيبان) ، وللحرم أيضاً 3 دعائم للشرق و الغرب ، تبرز 1.5 متر ، و دعامتان ركنتيان و على الأرجح 10 في الجانب الجنوبي ، لتتحمل ضغط صفوف الأقواس. و سمك الجدران قدره 1.14 متر. والصحن لم يكن محاطاً بأروقة ، و الكتابات التى تزين واجهة المحراب يصعب فهمها ، ومما كتب الآية السادسة من سورة السجدة (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) و مما كتب أيضا : موقف الإمام المستنصر بالله عبدالله الحكم. كما كتبت الآية 23 من سورة الحشر : (هو الله لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) ، و من أعمال الحكم في جامع قرطبة مد قنوات المياه إلى السقايات. والميضآت التى أحدثها ، و قد أوصل الماء إلى المسجد عبر قناة مدها من سفح جبل العروس قرب قرطبة كما أنشا الحكم عدداً من المقاصير ، منها مقصورة "دار الصدفة" غربي الجامع ، وقد جعلها مركزاً لتوزيع الصدقات ، و مقصورة أخرى أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكناً لهم.
التوسعة المعمارية
كانت مقاييس الجامع الأول (75 م × 65 م) بالإضافة إلى صحن الجامع ، و في عهد الامير الأموي الأندلسي (عبد الرحمن الأوسط) توسع فيه أكثر ، ثم المحراب و القنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي الذي يمر غرب الجامع ، و الهدف منها انتقال الأمير عليها من قصره دون أن يمر في الشارع. في سنة (951 ميلادي) أنشأ ((عبد الرحمن الناصر)) ، مئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع جهة الشمال ، و هي على هيئة برج ضخم له شرفتان للأذان يصعد إليها بسلم داخلي ، و هذه المئذنة لا تزال موجودة ، و قد حولت إلى برج أجراس. و في عهد ((محمد بن أبي عامر المنصور)) في عصر الأمير هاشم المؤيد عام 987 ميلادي زُيد في الجامع فأصبحت مقاييسه (125 متر × 180 متر) لتكون مساحته 22500 م2 أي خمسة أفدنة.
ماذا حدث للجامع
* تعرّض المسجد في سنة 400 هجرية للنهب ، بعد أن ترك الناس قرطبة ، نتيجة القتال الذي نشب بين المهدي و بين سليمان بن الحكم. * اجتاح قساوسة قرطبة سنة 633هـ / 1236 ميلادي ، ما في قرطبة من مساجد و قصور ، و تعرّضوا للمسجد و خربوه.
صحن النارنج
يعد صحن المسجد قطعة فنية فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب ، و في جهته الشمالية توجد المئذنة ، و قد زرع الناس أشجار النارنج ، و أشجار الليمون فيه ، و لهذا يسمى صحن النارنج
بعض مراثي الشعراء في سقوط الاندلس وتحويل المساجد الي كنائس
قال أحد من عايش فترة سقوط الأندلس و عاين هذه المصيبة التي ألمّت بالإسلام في إسبانيا :
و آها على تلك المساجد سورت **** مزابل للكفّار بعد الطهارة
و آها على تلك الصوامع عُلقت **** نواقيسهم فيها نظير الشهادة
و قال أبو البقاء الرندي في نونيته الشهيرة: حيث المساجد صارت كنائس ما **** فيهن إلا نواقيس و صلبان
حتى المحاريب تبكي و هي جامدة **** حتى المنابر ترثي و هي عيدان | |
|