الرحيل عضو متميز
عدد المساهمات : 73 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 15/04/2010
| موضوع: انعكاس قصه الحب الجمعة أبريل 16, 2010 4:04 am | |
| انعكاس قصة قصيرة
امتعتُ نفسي بالجلوس في ذلك المطعم ، و ظهري يحتضن مقعدي في دفئ مُخدر ، بينما اتطلع إلى جوّه الحميم ، واستمع إلى اللحن الهادئ المُحلق في المكان ، على خلفيّة الليل المُتألّق.
فبعد أن امتلأت معدتي -راضيةً- بوجبة صغيرة ، أجدني قانعًا بما انفقتُ رغم أن وجبة صغيرة كتلك في مطعم فخم كهذا تُرهق جيبي كثيرًا ، حتى أنني أدخر نصف راتبي لأسبوعين كاملين من أجل تلك الراحة العجيبة التي أتذوقها هنا.
تطلعتُ شاردًا للحظات كالسنين في الدوائر التي تصنعها أنفاسي على سطح القهوة الداكن ، فترقرقت صورة وجهي بموجات عسليّة لامعة ، و أحال خيالي صورة وجهي إلى صورة وجه آخر أتوق إلى رؤيته.
رفعتُ عينيّ باحثًا عنها في المكان - ستبدأ نوبتها الآن تقريبًا - حتى رأيتها تخرج من باب غرفة العاملين ، و على وجهها ابتسامة أخف من أن تحملها شفتيها.
بقوامها الممشوق و عينيها اللامعتين الساحرتين ، تتقدم إلى الزبائن لتأخذ طلباتهم بنفس الابتسامة الصامتة الرائعة. هي سر ترددي على المكان منذ فترة لا أتمنى إحصائها ولا أقدر..فوجودها يبدو أبديًّا في كياني ، كرائحة القهوة المُعطرة في أنفي.
راقبتها أكثر و أكثر ، و هي تُحضر الطعام لهذا و ذلك. و في نفسي تصاعدت موجة عارمة من اللهفة.. لابد أن أكسر ذلك الحاجز السخيف.. لابد أن أعرفها.. لابد أن أحدثها..لن نتحدث عمَّا أطلب للعشاء ، أو عن نوعيّة السلطة التي أريد مع طبقي الرئيسيّ. سنتحدث عنها..و عنها..و عنها..ثُم عني.
خرج الحرف الأول من كلمتي مشوهًا بصوتي المبحوح ، ثُم لم ألبث أن فتحتُ شفتاي ، و حركتُ لساني قائلًا: - "آنسة.."
كانت تقف هناك..قريبة من المدخل..صامتة كأنما لا تعرف أحدًا سوى العمل هنا.. اقتربت مني..اقتربت أكثر .. و أكثر.. و كأنما شعر قلبي باقترابها..فأخذ يخفق أسرع .. و أسرع..
توقفت أمامي فتوقف الزمن أمامها ، و قالت بنفس الصوت المُحايد و الابتسامة المُتألقة: - "بما يمكنني أن أخدمك يا سيدي؟"
امتلأت عيناي بوجهها ، فبدا لي -هذه المرة بالذات- غريبًا. و أجبتُ بصوت نابض: - "الحساب إذا سمحتِ.."
فاتسعت ابتسامتها للحظة كما تفعل دومًا ، ثُم قالت : - "تحت أمرك.."
و بينما تتحرك ، أسرعت يدي تلتقط يدها..فالفتت إليّ في سرعة: - "أتريد شيئًا آخر يا سيدي؟"
لم أجب على الفور ، بينما احتكت يدي بيدها بلطف. كانت يدها أكثر برودة من يدي الرطبة ، و لها ملمس عجيب ، دفعني للتطلُّع إليها مُحدقًا..
رباه! تُرى أهي.. | |
|